منذ
0 0 تصويتات

تجاربنا اليومية هي ما يشكلنا. هي الألوان التي نرسم بها ملامحنا، والخطوات التي نخطوها في طريق اكتشاف الذات والعالم. وأنا، أنتظر بشغف التجربة التالية في رحلتي. أسير في الطريق لا أحمل معي سوى روحي، وكاميرتي، وكتبي، وقلمي، ضائعًا لأجد طريقي. ففي كل يوم جديد، نصنع تجربتنا الخاصة، ونكتب فصلًا جديدًا في كتاب حياتنا.

التجربة تفتح أعيننا

مثل الفصول التي تمر علينا، تمنحنا التجارب وعيًا أعمق بأنفسنا، وتفتح لنا نوافذ نطل منها على العالم. عندما نخرج عن روتيننا اليومي، نبدأ في التفكير بعفوية، نتفاعل مع اللحظة، ونعيشها بالكامل. التجربة ليست مجرد حدث، بل تحول في واقعنا، لحظة نقرر فيها أن نكون حاضرين، أن نسمح للحياة بأن تُحدث تغييرًا فينا.

الخروج من منطقة الراحة

قد تأتي التجربة على شكل مكان جديد، ربما غريب. أو في موقف مفاجئ، أو بداية وظيفة جديدة، أو حتى صراع داخلي لم نكن نتوقعه. هذه اللحظات تخرجنا من منطقة الراحة، وتجعلنا أمام خيارات لا بد من اتخاذها: هل ننحرف إلى اليسار أم إلى اليمين؟ هل نرد أم نصمت؟ هل نرتقي أم نكتفي بالجلوس؟

عندما نختار من قلوبنا، عندما نتصرف بشفافية وأصالة، نشعر بأننا نعيش بصدق. نشعر بأننا نكتب ذاكرتنا بأيدينا، ونُشكل ملامحنا بوعينا.

الخذلان والقناع

ومع ذلك، ليس كل قرار نشعر تجاهه بالرضا. في بعض الظروف، قد نشعر بأننا خذلنا أنفسنا، أو تصرفنا بطريقة لا تُشبهنا، كأننا نرتدي قناعًا خانقًا. لكن هذا لا يعني الفشل. لا يوجد ما يُسمى "إخفاقات" بقدر ما هي انتكاسات، أو محطات مؤقتة، أو ربما منصات لانطلاق جديد.

الشيء الوحيد الذي يجب فعله هو أن نخلع ذلك القناع، أن نتنفس بعمق، ونطوي الصفحة لنبدأ من جديد.

الهدوء كفصل من فصول التجربة

ما بين كل فصل جديد في حياتنا، في المسافات الصغيرة بين الروتين والحركة، توجد تجارب خفية لا تقل أهمية. هناك جمال في الهدوء يشبه جمال الأمواج المتلاطمة. هذا العام كان بمثابة وقفة في الصورة الكبيرة، استراحة لإعادة التوازن، لحظة تأمل نسأل فيها أنفسنا: "ماذا يحدث؟"

وحين لم تعجبنا الإجابة، قررنا أن نغيرها. كان عامًا مليئًا بالبدايات الجديدة، والفصول الجديدة، لكن أيضًا مليئًا بالسكينة الضرورية لإعادة المعايرة والتواصل مع الذات.

الكتابة كتوثيق للتجربة

الكتابة، والتدوين، والخربشات المتناثرة على الصفحات، من اليسار إلى اليمين، كلها وسائل نحول بها الفراغ إلى كلمات، والأيام العابرة إلى ذاكرة. بها ندوّن التجربة، نفهمها، ونتقبلها. وعندما نكون مستعدين، نقلب الصفحة… وننتقل إلى الفصل التالي.

تعليقك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
لن نستخدم هذا البريد إلا للتنبيهات.