حين بعتُ فراشي... وقلبي مكسور
مرّ شهر رمضان هذا العام بطعم مختلف… ليس بطعم التمر والحليب، بل بطعم المرارة والخيانة والخذلان.
كنتُ أظن أن الزواج أمان، فإذا به يتحول إلى خذلان.
ست سنوات وأنا زوجته، صابرة، حاملة البيت فوق أكتافي، حتى وأنا أتألم.
هذا رمضان، أرسلني إلى بيت أهلي كما يفعل أحيانًا، قال لي:
غير سيري كلسي معاهم شوية، ديري جو.
صدقته، حملت أمتعتي وابني الصغير، وذهبت، ولم أكن أعلم أنني لن أعود أبدًا.
بعد أسبوع، وأنا في بيت أهلي، طلبت منه بعض المال، قلت:
"مصروف، راك عارف رمضان وطفلك محتاج حتى هو"، لكنه رد ببرود:
ما عنديش… وغادي نطلقك.
طلقتني؟ بهذي البساطة؟ دون جلسة، أو حوار، أو سبب؟
قلت له بهدوء مكسور:
ماشي مشكل، لكن رجّع لي حوايجي وحوايج ولدي،
فرفض واختفى كأنه بخار.
صبرت، لكن قلبي لم يحتمل. شعرت بالإهانة والحقرة. هو يخطط لطلاق بلا كرامة، بلا احترام، بلا حتى أدنى رحمة.
قررت أن أعود إلى بيت الزوجية.
جمعت فراشي، طابقًا طابقًا، كل شيء اشتريته أو شاركت في شرائه.
الفراش، التلفاز، الطنجرة… لا ورقة باسمه، ولا فاتورة باسمه، وكل من يعرفني يعلم كم كنت أعمل وأصرف.
بعت كل شيء لرجل معروف في الحي، بثمن معقول، ونزلت إلى مدينتي.
رغم أن قلبي محطم، لكني كنت مطمئنة: "هذا رزقي، وما خدت منه إلا حقي".
حين عاد ووجد البيت خاويًا، جن جنونه.
بدأ يبحث ويهددني، وقال لي بالحرف:
ردّي لي فراشي، راكي سرقتيني، وغادي ندعي عليك…
سرقتني؟
فراشي الذي اشتريته بعرق جبيني، من مالي وذهبي؟
كنت سأتركه له ليبيعه هو ويقول: "ما عنديش".
وقفت أتساءل:
هل القانون معي أم معه؟
أنا لم أسرق، فقط استعدت رزقي وكرامتي.
لا أريد شفقة أو دموع، فقط أريد أن أعرف:
هل ما فعلته صحيح؟
هل القانون سيحميني أم سيجعلني مجرمة؟
بعت فراشي، وقلبي مكسور… لكنني وقفت لأدافع عن نفسي.