في لحظة بسيطة على مائدة العشاء، تحوّلت الأجواء العائلية إلى موقف محرج أمام الجميع. موقف لا يبدو "كبيرًا" من الخارج، لكنه داخليًا جرحني بعمق.
انتهت عبوة "الكينة" الخاصة بي، فقام زوجي مشكورًا بإحضار واحدة جديدة. وما إن وضعها على الطاولة، حتى علّق والد زوجي قائلاً:
"لماذا تحضرون الأشياء وتخفونها؟ يجب أن نشارك كل شيء معاً."
الجميع ضحك، وكأن ما قيل مجرد مزحة خفيفة، لكنني شعرت بأنني كنت المقصودة بالكلام، وأن هناك إيحاء بأنني أنانية أو "أخبّئ" شيئًا عنهم، وهذا جرحني، خاصة أن زوجي لم يُدافع أو يوضح الموقف.
سكتّ كثيرًا في مواقف سابقة. لكن هذه المرة، لم أستطع.
قمتُ فورًا، وضعت عبوة "الكينة" أمامه، وقلت بهدوء فيه نبرة ألم:
"معك حق، كل شيء يجب أن نشاركه… حتى الكينة!"
احمرّ وجهه من الغضب، وقال:
"أنتِ غير مؤدبة!"
فأجبته بانفعال:
"الأولى أن يستحيي من يحرج الآخرين، لا من يرد على الإهانة!"
تدخل زوجي محاولًا تهدئة الموقف، وقال لي:
"عيب، لا ترفعي صوتك!"
فرددت عليه:
"الأولى أن تطلب منهم هم أن يحترموني أمامك، قبل أن تطلب مني السكوت!"
هل كنت مخطئة؟
بصدق، لا.
أنتِ لم تخطئي.
بل تصرّفتِ دفاعًا عن كرامتك بعد تراكمات طويلة من الصمت. من حق أي امرأة أن تضع حدودًا، خاصة حين تتحوّل "المزاح العائلي" إلى إهانة مغلفة بالسخرية.
الردود التي تكون هادئة لكنها حازمة لا تُعتبر قلة أدب.
السكوت في كل مرة لا يعني حكمة، أحيانًا يعني تنازل مستمر عن الذات.
سؤال لكل النساء:
هل لو كنتِ مكانها، كنتِ ستسكتين من جديد؟
أم أن كرامتك أولى بأن تُحترم حتى في قلب بيت العائلة؟
شاركي رأيك في التعليقات، فقد يكون صوتك دعمًا لامرأة تمر بنفس الضغط…
الوجع حقيقي، والسكوت مؤلم، لكن الاحترام حق للجميع.