منذ
0 0 تصويتات

أمي ضحّت بحياتها من أجلنا. تزوجت في سن مبكرة، وتطلقت وهي في عمر الثانية والعشرين فقط. منذ ذلك الوقت، لم تفكر في نفسها، بل كرّست حياتها من أجل تربيتي أنا وإخوتي. التحقت بفصول محو الأمية، واشتغلت بكرامة، وتحدّت ظروف الحياة القاسية حتى وقفت على قدميها، ورفضت كل من تقدّم لخطبتها، فقط لتضمن لنا مستقبلاً آمناً وكريماً.

مرت السنوات، وكبرنا، وكبرت هي معنا. واليوم، بعد كل هذا الصبر والتعب، ظهر في حياتها رجل مطلّق، مستقر مادياً، ويعمل مع زوجي. أُعجب بها وأراد الزواج منها بالحلال، بعلاقة جدية محترمة تُنصفها كإنسانة، كأنثى، وكروح تستحق الحب.

لكن المفاجأة لم تكن في قرار أمي… بل في موقف عائلة زوجي، وتحديداً حماتي.

قالت لزوجي:
"بدل أن يختار أم زوجتك، ليأخذ أختها العازبة!"

بدأ الضغط من كل الجهات. ووصل الأمر إلى أن قال لي زوجي:
"إذا تزوجت أمك، فلن تبقى أمي في بيتي."

ورغم كل هذا، لم تكن أمي تريد المشاكل، ولم تتحدث بسوء عن أحد. لكنها في لحظة صدق مع نفسها، قررت أن تعيش، فقط تعيش. فوافقت على الزواج.

وهنا بدأت معاناتي.

زوجي تغيّر، أصبح يعاملني ببرود، وكأنني أنا من اتخذ القرار.
وفي يوم العيد، بلغ بي الحزن مداه… طرد أمي من بيتي.
قال لي:
"لا تعودي بها إلى هنا."

واليوم، أنا أعود إلى منزلي كموظفة، أربي أطفالي الصغار، أبتسم لهم، وأحاول أن أبدو قوية… لكن قلبي مليء بالحزن والتعب.


سؤالي لكم:

هل أخطأت أمي حين قررت أن تعيش لنفسها بعد سنوات من التضحية؟
وهل يُطلب منها أن تموت اجتماعيًا وعاطفيًا فقط لإرضاء الناس؟
وماذا أفعل أنا… أتمسك بزوجي وأطفالي؟
أم أقف مع أمي، كما وقفت هي معي دائمًا، حتى وهي تبكي بصمت؟

شاركوني آراءكم في التعليقات،
ربما أجد في كلماتكم عزاءً لقلبي، وتفهّمًا لصراعي الصامت.

تعليقك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
لن نستخدم هذا البريد إلا للتنبيهات.