أعدّت مائدة الفطور بكل حب... لكن لا أحد مد يده إلى طعامي
كنتُ العروس الجديدة في بيت العائلة، ظننت أن رمضان سيقرّب القلوب، وأن طعامي سيكون جواز مروري نحو محبتهم. لكنّي صُدمت حين جلسنا إلى مائدة الإفطار، ولم يلمس أحد طبقي، بل سمعت همسات تهمشني وتقلل من قدري... فهل أستسلم؟ أم أواجه الأمر بذكاء؟
2025-05-12 07:56:48 - Hayati
تزوجت منذ فترة قصيرة، وانتقلت للعيش في بيت عائلة زوجي. كل واحدة من زوجات إخوته تسكن بطبقة من طبقات البيت، وفي رمضان، نتجمع كل يوم حول مائدة واحدة للإفطار.
كان قلبي مليئًا بالحب والتفاؤل. قلت في نفسي:
"هذه فرصتي لأتقرب منهن، لأظهر لهن أنني جزء من هذه العائلة، بطريقتي الخاصة، بطعامي ونيّتي الطيبة."
قضيت ساعات طويلة في المطبخ، حضرت كل شيء بيدي: حريرة متقنة، بسطيلات صغيرة، شباكية، بيتزا، وكل ما لذ وطاب. وضعت كل ما أملك من جهد ومهارة في هذه الأطباق.
لكن حين جلسنا حول المائدة، حدث ما لم يكن في الحسبان.
**
🍽️ الصمت أبلغ من الكلمات...
نظرت إليهن وهن يتناولن الطعام. كل واحدة مدّت يدها إلى طبق الأخرى، يتبادلن الثناء والابتسامات.
أما طعامي؟ فقد بقي كما هو، دون أن يقترب منه أحد.
حتى زوجي، الذي لطالما أحب طبخي، لم يذق منه شيئًا. تناول قطعة من طبق أخته وقال ضاحكًا:
"الله يعطيك الصحة، فطورك كيذكرني بأيام الطفولة."
ابتلعتُ خيبتي، وابتسمتُ رغم كل شيء. قلت لعلّها صدفة.
لكنها لم تكن كذلك.
**
💬 الهمسة التي جرحتني أكثر من الصمت...
في اليوم التالي، أعدت المحاولة. قلت لنفسي: "الصبر مفتاح الفرج".
لكن حين جلسنا مجددًا، حدث نفس الشيء. لم يذق أحد من طعامي.
وقبل أن أغادر المائدة، سمعت إحدى زوجات إخوة زوجي تهمس لصاحبتها:
"شفتي شنو وجدت ديك الهركاوية؟ الله يسمح ليها، طيابها ما يليقش بينا."
ضحكت الأخرى وقالت:
"شكلها ناوية تفرض راسها بطياقها... مسكينة!"
**
💔 وجبة لم تُؤكل، لكن ابتلعتها روحي...
رجعت إلى غرفتي، ودموعي تسبقني.
لم يكن الأمر مجرد طعام لم يُلمس... كان رسالة واضحة: "لسنا بحاجة إليك، ولا نريد أن تكوني جزءًا منا."
لم أُجرح من صمتهم فحسب، بل من لامبالاتهم، من تجاهلهم، ومن تواطؤ زوجي معهم دون أن يشعر.
**
🎯 كيف واجهت الأمر؟
لن أكذب... فكرت أن أصرخ، أن أعاتب، أن أضع حدي.
لكنني تذكرت شيئًا: الكرامة لا تحتاج إلى ضجيج.
✔️ توقفت عن إعداد الطعام للمائدة الجماعية.
✔️ صرت أعد وجباتي البسيطة لزوجي فقط، في بيتنا الصغير.
✔️ وبلطف، أخبرته أنني أحب أن يشعر بي، لا أن يمر بجانبي وكأنني غير مرئية.
**
🧠 الدروس التي تعلمتها:
- لا تنتظري التقدير ممن قرر أن لا يراك.
- لا تفرضي نفسك على من لا يريدك.
- واعملي في صمت، لكن لا تسكتي عن كرامتك.
**
📣 لكل عروس تعيش نفس الموقف:
أنت لستِ "طبّاخة" تسعى لنيل رضاهم...
أنت إنسانة، زوجة، لكِ حق التقدير والمحبة والاحترام.
واصلي بطريقتك، لكن ضعي دائمًا حدودك.