Hayati 1 week ago
Gmet3

حين تنكّرت لنفسي من أجل الحب

تنكّرت لنفسي من أجل الحب

كنتُ يومًا مع والدتي في أحد أعراس العائلة. الأجواء كانت مبهجة، الموسيقى تملأ المكان، والوجوه حولي مألوفة، أغلبها من الأقارب والمعارف. وبينما كنا نهمّ بالدخول، التقت عيوني بعين شاب من العائلة لم أره من قبل. لا أعرف ما الذي حدث، لكنه كان ينظر إليّ وكأن شيئًا ما في داخله استيقظ. لم يحرّك عينيه عني، وكأن نظراته كانت تقول كل شيء لم يُقال بعد.

تعرفتُ عليه من ملامحه. كان من العائلة، لكنه يسكن بعيدًا. لم نلتقِ سابقًا، ولم تكن بيننا معرفة من قبل، لكن تلك النظرات لم تكن عابرة.

رجعتُ إلى البيت، وفكرت كثيرًا. شعرت أن شيئًا بداخلي انجذب إليه. ومع الوقت، لم أستطع تجاهل الأمر، فقررت أن أتابعه على مواقع التواصل، لكنني لم أُظهر له حقيقتي. أنشأت حسابًا باسم فتاة أخرى، فقط لأتحدث معه، دون أن تعرف العائلة أو يتسرّب الكلام.

كنتُ أخشى أن تُفهم تصرفاتي بشكل خاطئ. في مجتمعاتنا، البنت التي تتواصل مع شاب قد تُساء سمعتها بسهولة. لذلك اخترت أن أختبئ وراء اسم مستعار، فقط لأستطيع الحديث معه بحرّية، دون أن يُقال عني كلام يؤذيني أو يؤذي عائلتي.

تحدثنا لفترة طويلة… سنة تقريبًا. وخلالها، تعلّقت به كثيرًا. كنت أدعو الله في كل سجدة أن يجمعني به في الحلال. كنت أراه الشخص المناسب، وكنت أتمناه زوجًا وسندًا.

لكن الحياة لا تسير دائمًا كما نخطط.

مرت الأيام، وبدأ الخطّاب يطرقون باب بيتنا. وتقدّم لي رجل محترم، ذو خلق ودين، وافق عليه أهلي، وشعرت أنه لن يكون سيئًا. نظرت إلى واقعي، وخفت أن أنتظر شخصًا لا أعلم إن كان يبادلني الشعور نفسه، أو إن كان سيرغب بي أصلًا حين يعلم الحقيقة.

خفت أن أضيع فرصتي، فتوكّلت على الله… وتزوجت.

لم أخبره. لم أقل له شيئًا. لم أعد للتواصل معه… فقط اختفيت. حذفت الحساب، وتركت كل شيء ورائي، وبدأت حياة جديدة.

لكني لم أنسَ. كنت أحيانًا أتذكر ذلك الشاب، وتؤلمني الفكرة:


"هل كنت كاذبة؟ هل خدعته؟ هل أستحق أن أُوصف بالغش؟"

وبعد أشهر من زواجي، فجأة… ظهر من جديد. بعث لي رسالة. لم يكن يعرف أني أنا هي الفتاة التي تحدث معها. لم يكن يعلم أنني كنت أختبئ وراء اسم مستعار. لكنه كان يسأل… يبحث… وكأن قلبه لم ينسَ.

الآن، أنا متزوجة، واستقريت. لكن ضميري يُؤرقني.

هل أخبره؟ هل أقول له إنني كنت تلك الفتاة التي أحبته؟

أم أدفن السرّ للأبد، كي لا أفتح بابًا لا فائدة منه الآن، وربما أثير الشكوك حول سمعتي وسمعة عائلتي؟

أنا لست خائنة، ولست كاذبة، لكنني كنت خائفة فقط. خائفة من المجتمع، من النظرة القاسية، من القيل والقال. وأردت فقط أن أُحب، أن أجد من يُقدّرني، لكن بطريقة لا تجرحني ولا تفضحني.

واليوم، أكتب قصتي هنا، لا لأُبرر، بل لأُفرغ صدري.

لأقول إننا في مجتمعات لا ترحم، نخاف كثيرًا من أن نكون أنفسنا. فنكذب أحيانًا… لا حبًا بالكذب، بل هربًا من القسوة.

بين الحب والاستقرار... عقبة صغيرة في طريق كبير

فتاة في منتصف الثلاثينات تبحث عن الاستقرار مع من تحب، لكن عادةً سيئة تهدد علاقتها. فهل من...

defaultuser.png
Hayati
3 weeks ago

مُعاناة امرأة بين زوجها وأمها

أمي ضحّت بحياتها من أجلنا، تزوجت في سن مبكرة، وتطلقت وهي شابة في عمر 22 سنة. ومنذ ذلك الوق...

defaultuser.png
Hayati
1 month ago

مغربية بكندا: زوجي كيسبّني، كيعيرني، وكيطلب أمور جارحة"

مغربية في كندا... دخلات تجربة زواج جديد على أمل تلقى الراحة والاستقرار، لكن لقات العكس تما...

defaultuser.png
Hayati
1 week ago
أزمة في العلاقة الزوجية: بين الصبر والحاجة العاطفية

أزمة في العلاقة الزوجية: بين الصبر والحاجة العاطفية

defaultuser.png
Hayati
3 weeks ago

هربت من حب بلا قانون… وقعت فزواج كيذوبني كل يوم

كنت قوية وكملت حياتي بعد خيبة حب، حتى لقيت راجل ظنيت غادي يحميني… لكن تحوّل لإنسان كيمرضني...

defaultuser.png
Hayati
4 weeks ago