ضحيت من أجله وأخفيت الحقيقة… فلما عرفها أراد أن يتزوج علي

رغم أن العيب لم يكن فيها، اختارت أن تتحمل المسؤولية وحدها لتحمي مشاعر زوجها. أحبته بإخلاص ووقفت بجانبه. لكنه، حين انقلبت الموازين، اختار أن يخون قلبها باسم "الذرية". هذه قصة امرأة ضحت فخسرت، لكنها لم تنكسر.

2025-07-24 11:09:28 - Hayati

الزواج ليس فقط ارتباطًا بين جسدين، بل هو علاقة قائمة على الحب، الصبر، الوفاء، والدعم المتبادل. في بعض الأحيان، نواجه في الحياة اختبارات قاسية تضع قيمنا في مواجهة مباشرة مع رغبات الآخرين. حين تختارين أن تضحي من أجل من تحبين، فأنت تأملين في الوفاء، لا الخيانة. لكن ماذا لو كانت مكافأتك على الحب… هو التخلي؟


💔 القصة:

أنا امرأة متزوجة منذ سنوات، تزوجت برجل طيب، محب، صادق، أو هكذا ظننت.

لم يرزقنا الله بأبناء، ومع مرور الوقت، بدأت نظرات الناس وأسئلتهم تضغط علينا، لكن زوجي كان دائمًا يقول لي:


"فيها خير… الله ما عطاش اليوم، يعطي غدا."
كنت أصدّقه… وكنت أحبه أكثر لأنه كان يقويني بدل أن يلومني.

بعد فترة طويلة من الانتظار، قررنا أن نزور الطبيب. أجرينا الفحوصات، وظهرت النتيجة: العقم منه هو.

تلك اللحظة كانت فارقة… لكن قراري كان واضحًا:


"لن أتركه، ولن أجعله يشعر بالنقص أو الألم."

ذهبت إلى البيت وقلت له إن العيب فيَّ أنا، وليس فيه. نظر إليّ بعيون دامعة وقال:


"أنا أحبك بجنون، حتى من دون أولاد."
تأثرت بكلماته، وظننت أن حبي له وصدقي سيبقى في قلبه إلى الأبد.

لكن بعد شهر، تغير كل شيء. وصلت الأخبار إلى عائلته، لا أعرف كيف، ولا من أوصلها.

بدأت الضغوط عليه من كل الجهات:


"تزوج، ماذا تفعل بها بلا أولاد؟"
"الحياة قصيرة، لازم يكون عندك ذرية."
وأمام الضغط، استسلم. جاءني ذات ليلة وقال لي ببرود:
"أنا أريد أولاد، وأريد أن أتزوج… أعطني موافقتك."

كان كمن طعنني في ظهري.

صمتُّ، جمعتُ أغراضي، وعدت إلى بيت أهلي.

بعد أيام، أرسلت له نسخة من التحاليل، التي تُثبت أن العيب فيه… لا فيَّ.

قلت له بوضوح:


"لن أسمح أن أتحمل ذنبًا لم أرتكبه."

تفاجأ، بكى، رجاني أن أعود، أتى إلى بيتنا يستعطف والدي، لكني كنت قد قررت.

لم تكن المشكلة في الأطفال، بل في الثقة التي كُسرت، والإخلاص الذي قابلوه بالخيانة، والحب الذي لم يُحترم.


🔍 التحليل الاجتماعي والنفسي:

ما حدث في هذه القصة ليس حالة نادرة. كثير من النساء يخترن أن يتحملن المسؤولية عن "العيب" الذي لا يخصّهن، فقط لحماية صورة الرجل أمام المجتمع، أو تقديرًا لمشاعره. لكن المجتمع الذكوري لا يرحم، ويحمّل المرأة مسؤولية الإنجاب بشكل شبه حصري، رغم أن العلم أثبت أن العقم قد يكون من الطرفين.

الصدمة الأكبر أن هذا الزوج، بعد أن قُدمت له أسمى درجات الحب والتضحية، انقلب على شريكته، وطلب الزواج من أخرى لأجل "الأبناء"، وكأن زوجته الأولى لا تساوي شيئًا.

هذا يعكس خللًا عميقًا في مفهوم الشراكة في الزواج، وفي نظرة المجتمع للمرأة التي لا تلد، حتى ولو لم تكن السبب.


💬 خاتمة ورسالة المقال:

في الحب، وفي الزواج، الوفاء لا يُشترى ولا يُعلَّم.

المرأة ليست آلة إنجاب، بل كيان كامل له مشاعر، له كرامة، وله حدود لا يجب أن تُنتهك.

أيتها المرأة، إن أحببتِ فلا تنسي نفسك، وإن ضحّيتِ فلا تهملي كرامتك،

وإن أعطيتِ، فلا تسمحي لأحد أن يعتبرك أقل.


أحيانًا يكون الرحيل احترامًا لما تبقى في القلب من كرامة.


المزيد من المنشورات