قالوا لي:
“تزوج، حان الوقت، الراحة فالعيلة.”
واخترت بنت الناس اللي أمي كانت شايفتها الأنسب.
جميلة، مؤدبة، من عائلة ميسورة…
قلت: “هذي نصيبي.”
دبرت عرس كبير، ما خلتش نقص،
ذهبت، سيارة، فستان أبيض، دموع فرح…
كنت نحس روحي أسعد راجل في الدنيا.
لكن الفرحة ما كملتش حتى عام.
من بعد الزواج، كل شيء تبدّل.
صارت تشوف الحياة سباق مظاهر:
لو جارتي اشترت حاجة، لازم نجيب أحسن منها.
لو ختو شافت عندي حاجة بسيطة، لازم نبدّلها بالأغلى.
في البداية كنت نقول “حقها، نرضيها”.
لكن الرضا صار عبودية.
كل مرة تشوف شي عند الناس،
تجي تقول لي بابتسامة باهتة:
“ما بغيت والو… غير طوموبيل بحالي بحالهم.”
“ما بغيت والو… غير خاتم صغير.”
ومع الوقت، ما بقات كلمة “ما بغيت والو” تمرّ بسلام،
لأنها كانت دايمًا تسبق طلب جديد.
الديون زادت، الضغط خنقني،
وهي ولا يهمها.
كنت نحسّها ما تشوفش فيّ رجل،
تشوف محفظة تمشي وتتنفس.
وفي يوم، طفح الكيل.
قلت لها:
“واش راكي حابة نبيع روحي باش ترضي؟
الحب ما هوش طوموبيل ولا ذهب!”
ضحكت بسخرية وقالت:
“اللي ما يقدرش يصرف… ما يقدرش يفرّح.”
سكت، ما جاوبتهاش.
لكن في قلبي، شي مات.
اليوم، بعد سنين،
ما بقيتش نحبها، بس نحترم الميثاق اللي بينا،
عندي منها زوج أولاد،
وكل ما نشوفهم، نعرف علاش ما مشيتش من الأول.
لكنها ما تعرفش…
أنها قتلت الرجل اللي كان يشوف فيها الحياة.