منذ
7 مشاهدات
0 0 تصويتات

قصة واقعية عن شاب دخل في دوامة اكتئاب بعد خسارة عمله، وكيف كان لصديقه دور كبير في إخراجه من الظلام، وإعادته إلى الحياة. قصة مؤثرة يبحث عنها عشاق قصص الصداقة الحقيقية.

م يكن “مالك” شابًا ضعيفًا. كان قويًا، مرحًا، محبوبًا بين أصدقائه.
لكن الحياة لا تسير دائمًا كما نتوقع، وفي لحظة واحدة يمكن أن يتغير كل شيء.

كان يعمل في شركة تصميم، ويحلم بأن يترقى ويحقق ذاته.
لكن فجأة، وبدون سابق إنذار، تم الاستغناء عنه بسبب مشاكل داخلية في الشركة.
كان الخبر كالصاعقة.

عاد إلى بيته وهو يشعر بأن الأرض سقطت من تحت قدميه.
لم يكن مستعدًا لهذه الخسارة…
ولا يعرف كيف سيبدأ من جديد.


الانهيار

مرت الأيام الأولى ثقيلة جدًا.
كان مالك يجلس في غرفته بالساعات، لا يتحدث مع أحد، لا يأكل جيدًا، ولا يخرج.
حتى أن والدته بدأت تقلق عليه.

لكن الشيء الأصعب… أنه فقد احترامه لنفسه.

كان يردد باستمرار:

“أنا فاشل… لا أستحق شيئًا… كل شيء ضدي.”

وفي كل مرة يحاول أن يبحث عن عمل جديد، يصدمه الرفض، فيزداد إحباطًا.

تحولت غرفته من مكان للراحة إلى سجن…
وأصبح مالك يرى نفسه يبتعد عن الحياة تدريجيًا.


دخول الصديق

في أحد الأيام، طرق الباب صديقه الأقرب “رامي”.
فتح له مالك بوجه شاحب.

– مالك! أين اختفيت؟
– لا شيء… فقط تعبان.
– أعرفك جيدًا… لست بخير.
– دعني وحدي يا رامي… لن تفهم.

دخل رامي رغمًا عنه.
جلس أمامه وقال:

– اسمع… لن أتركك تغرق.

مالك لم يرد… لكنه شعر بأن كلمات رامي كسرت شيئًا من جدار الصمت.


الصديق لا يحتاج إذنًا

في اليوم التالي، جاء رامي مرة أخرى… ثم في اليوم الثالث…
حتى أصبح يزور مالك كل يوم.

كان يجلس معه، يتحدث معه، يضحكه، يشاركه القصص، يفتح له النوافذ، يحضر الطعام معه، ويجبره على الخروج ولو لدقائق.

قال له في أحد الأيام:

– أنت لست فاشلًا… أنت فقط في مرحلة صعبة.
– لم أعد قادرًا يا رامي…
– بل قادر… وأنا هنا حتى تصدق ذلك.

كانت كلمات رامي بسيطة… لكنها دخلت قلب مالك.


المواجهة

بعد أسبوعين، قال رامي له:

– غدًا سنذهب لنمشي في الحديقة، لا أعذار.
– لا مزاج لي.
– وأنا سأجرّك جَرًا… لا يهم.

خرج مالك معه، وكانت أول مرة يرى الشمس منذ أسابيع.

جلسا على مقعد خشبي، وقال رامي:

– مالك… أنت أقوى مما تتخيل. توقف عن النظر لنفسك كخاسر.
– كل أبواب العمل مغلقة.
– هذه ليست نهاية الطريق… كل الناجحين مرّوا من هنا. المهم أن تنهض.

كانت هذه الجملة كالصاعقة… لكنها إخراج جميل.


البداية الصغيرة

مع الوقت، بدأ مالك يستعيد طاقته.
عاد يمارس هوايته في التصميم.
بدأ ينشر أعمالًا بسيطة على الإنترنت.
وبدأ يتلقى تعليقات إيجابية أعادت له الثقة.

وفي أحد الأيام، تلقى رسالة من شركة صغيرة تطلب منه تنفيذ تصميم بسيط مقابل مبلغ متواضع.

كانت تلك الرسالة نقطة التحول.

ركض إلى رامي وقال له فرحًا:

– رامي! حصلت على أول عمل منذ شهور!
– قلت لك… أنت فقط تحتاج أن تصدق نفسك.

أنجز مالك المشروع بإتقان، ثم حصل على مشروعين آخرين… ثم خمسة… ثم عشرة.

بعد أشهر، أصبح لديه عمل ثابت عبر الإنترنت.
عاد يضحك، يعود للحياة، يعود لنفسه.


الاعتراف

في إحدى الأمسيات، جلس مالك مع رامي وقال له:

– أريد أن أعترف لك بشيء…
– ماذا؟
– كنت على وشك أن أضيع…
– أعرف.
– لكنك أنقذتني…
– لم أفعل شيئًا كبيرًا.
– لا، فعلت كل شيء.
– مالك… كل ما فعلته هو أنني ذكّرتك بمن تكون. الباقي أنت فعلته بنفسك.

ابتسم مالك، وشعر بدمعة تنزل على خده…
دمعة امتنان.


الخاتمة

الصديق الحقيقي يظهر في اللحظة التي يختفي فيها الجميع.
لا يسأل إذنًا… لا يعطي مواعيد… لا ينتظر دعوة.

هو يأتي فقط…
يسندك…
يرفعك…
يعيدك إلى نفسك.

وكما قال مالك لاحقًا:

“لم ينقذني رامي من الحياة… بل أنقذني من نفسي.”

تعليقك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
لن نستخدم هذا البريد إلا للتنبيهات.