منذ
9 مشاهدات
0 0 تصويتات

قصة نجاح واقعية تلهم الكثيرين: شاب يعمل كعامل نظافة، لكنه يقرر تغيير حياته بتعلم مهارة عبر الإنترنت، ليصبح في النهاية صاحب شركة ناجحة. قصة بحث عنها آلاف الأشخاص الباحثين عن الأمل والتحفيز.

كان “ميسر” شابًا في منتصف العشرينات يعيش في أحد الأحياء البسيطة. لم يكن فاشلًا، كما كان يصفه البعض، بل كان ضحية ظروف صعبة لم يخترها. ترك الدراسة مبكرًا بسبب الفقر، وبدأ يبحث عن أي عمل ليعيل والديه وإخوته الصغار.

جرب الكثير من الوظائف، لكن أغلبها لم تكن مستقرة. إلى أن وجد عملًا كعامل نظافة في شركة خاصة. كان العمل شاقًا، والراتب ضئيلًا جدًا، لكنه كان يقول دائمًا:

“لا عيب في العمل… العيب أن نبقى واقفين مكاننا.”

كان يستيقظ قبل الجميع، يذهب إلى عمله في السادسة صباحًا، يحمل أدواته، ينظف المكاتب، الممرات، الحمامات، ويعود مساءً متعبًا لدرجة أنه أحيانًا ينام بملابسه.

ومع ذلك، كان بداخله حلم… حلم كبير جدًا، لكنه خجول.
كان يحلم أن يصبح له شيء خاص… شيء يحمل اسمه.
لكن كيف؟ وهو لا يملك لا شهادة، ولا مال، ولا علاقات.


البداية التي لم يتوقعها

في أحد الأيام، وبينما كان ينظف مكتب مدير تكنولوجيا المعلومات في الشركة، ترك المدير شاشة الكمبيوتر مفتوحة على موقع تعليمي. كان ميسر يقرأ العنوان من بعيد:

“تعلم البرمجة من الصفر.”

توقف لثوانٍ. شعر بأن شيئًا ما بداخله تحرك.
فكر في الأمر طوال اليوم… لماذا لا يتعلم هو أيضًا؟ هل يحتاج أن يكون عبقريًا؟ هل الدراسة مكلفة؟

في البيت، بحث عبر هاتفه القديم، ووجد مئات الدروس المجانية على يوتيوب. كان لا يملك سوى 2 جيجا إنترنت شهريًا، لكنه قرر أن يستخدمها كلها للتعلم.

وبدأ…
بدأ من الصفر.
من لا شيء.

كان يدرس في الليل بينما الجميع نائم، أحيانًا يغفي من التعب، أحيانًا ينام فوق الهاتف، لكنه كان مصممًا.

قال لنفسه:

“ربما أتأخر… لكني لن أتوقف.”


أول خطوة نحو التغيير

بعد شهور من التعلم، بدأ ميسر يفهم الأساسيات. تعلم HTML ثم CSS، ثم بدأ يفهم بعض مبادئ البرمجة. كان يتعلم ببطء شديد، لكن كل يوم أفضل من اليوم السابق.

قرر بناء أول صفحة ويب له. كانت بسيطة جدًا، لكنه شعر أنها أجمل شيء صنعه في حياته.

في الشركة، لاحظه أحد الموظفين وهو يمسك دفترًا ويرسم فيه مخططات لصفحات ويب. فسأله:

– أنت تحب البرمجة؟
– أحاول أن أتعلم.
– إذا احتجت أي مساعدة، قل لي.

ومن هنا بدأت أول فرصة حقيقية له.


أول مشروع

بعد فترة، تعطّل الموقع الخاص بالشركة، وكان مدير تكنولوجيا المعلومات في إجازة.
بحث الموظفون عن بديل مؤقت… فاقترح صديقه:

– لماذا لا نسأل ميسر؟ يبدو أنه يفهم بعض الأشياء.

ضحك البعض في البداية… عامل نظافة يصلح الموقع؟
لكنهم كانوا بحاجة إلى حل.

جلس ميسر أمام الكمبيوتر، وبدأ يفحص المشكلة.
لم يستطع إصلاح كل شيء، لكنه حدد العطل بدقة، مما ساعدهم على حله خلال دقائق بعد ذلك.

اندهش الجميع…
وبدأ المدير يسأله عن مهاراته.
وعرض عليه أن يساعد الفريق في بعض الأعمال التقنية الصغيرة مقابل مبلغ إضافي شهريًا.

كان هذا أول دخل إضافي يحصل عليه في حياته.


نقطة التحوّل

بعد سنة من العمل والتعلم، حصل ميسر على أول عمل حر عبر الإنترنت. كان تصميم صفحة بسيطة مقابل 50 دولارًا.

كانت هذه الخمسون دولارًا بالنسبة له ليست مجرد مال…
كانت دليلًا أنه يستطيع.

بدأ يحصل على مشاريع صغيرة.
كان يعمل في التنظيف صباحًا، والبرمجة مساءً، والإنجازات تتراكم ببطء.

بعد عامين كاملين، استطاع أن يجمع مبلغًا سمح له بشراء حاسوب جيد. كان هذا أهم استثمار في حياته.


الخطوة الأكبر

تواصلت معه شركة صغيرة عبر منصة freelancing لعمل موقع كامل لها.
كان المشروع أكبر مما اعتاد عليه، لكنهم أعطوه فرصة… لأنه كان صادقًا ونشيطًا وله تقييم ممتاز.

عمل ثلاثة أسابيع دون توقف.
وعندما سلم المشروع، حصل على 700 دولار.

كانت أكبر صفقة في حياته… وغيّرت كل شيء.

قرر ميسر أن الوقت حان لترك عمل النظافة. لكنه لم يتركه بطريقة عادية.
ذهب إلى مديره، وشكره على كل شيء، وقال له:

– هذا المكان كان أول خطوة لي… لن أنسى ذلك.


تأسيس شركة صغيرة

بدأ يجمع بعض العملاء.
صنع صفحة أعمال (Portfolio).
تعلم إدارة المشاريع، التسويق، التواصل.

وفي عمر 28 سنة، أسس أول شركة صغيرة لتطوير المواقع.
لم تكن كبيرة، لكنه كان رئيس نفسه لأول مرة.

وبعد سنتين، أصبحت الشركة تضم 6 موظفين.
وحقق أرباحًا لم يتخيلها بحياته.

وفي افتتاح مكتبه الجديد، جاءته رسالة من أحد أصدقائه تقول:

“من عامل نظافة إلى صاحب شركة… فخور بك يا رجل.”

ابتسم ميسر وقال لنفسه:

“لم يكن الطريق سهلًا… لكنه كان يستحق.”

تعليقك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
لن نستخدم هذا البريد إلا للتنبيهات.