كنت تعبت من الخدمة وما كنت باغية غير نرتاح ونغرق فالنوم، لكن فجأة وقع شيء غير متوقع. وحدة القطة، صغيرة وظريفة، ولدت على السطح ديال الدار. شفتها وقلبي ذرف، كنت حاسة بمزيج من الدهشة والمسؤولية، حيت الوليدات صغار بزاف وما يقدروش يعيشو برا بلا حماية.
حاولت نصبر ونخلي الأمور تمشي بطبيعتها، خليتها هي تهتم بصغارها، ولكن مع الوقت ولات القطة كتجي كل ليلة، كتغوت بلا توقف، وكأنها كتعيط على شي حاجة ما عرفتش شنو هي. كنت نحاول نصبر، ولكن التعب من الخدمة والضغط اليومي بدا يبان عليا.
في واحد لعشية، شجعت راسي وطلعت نجمع صغارها، جمعتهم وحطيتهم في واحد الجردة آمنة باش يكونو بعيدين عن أي خطر. ولكن القطة، من هديك الساعة، ولات كل ليلة كتجي، كتغوت حتى يقرب الفجر، وهاد الشي بدا يعصبني بزاف. كنت كنسمعها كتعيط من بعيد، وقلبي كيتألم مع كل صوت، ولكن التعب والوحدة بداو يدفعوني نفقد الصبر.
مرة، طلعت نجري عليها باش نحميها أو نهدأ الوضع، وبقات تشوف فيا وتغوت بطريقة شدتني بزاف. حسيت بلحمي كيشتك من وراها، وكأنها كتذكرني بالمسؤولية اللي عليا ولكن بلا رحمة. الوضع ولا صعب لدرجة أني مرضت 4 أيام بالسخانة وماقدرتش نتحرك، كلشي بدا ثقيل على قلبي وجسدي.
من تما، حلفت مع راسي: هاد التجربة علمتني صبر كبير، وعرفت أن الحياة أحيانًا كتجبرك تواجه مواقف ما كتتوقعهاش، وأنك كتحتاج القوة والصبر حتى تتجاوز لحظات التعب والإحباط. ولكن رغم كلشي، بقيت نذكر القطة وصغارها بقلق وحب مختلط بالخوف والتعب، لأنها علمتني درسًا كبيرًا عن المسؤولية والحياة.