كنتُ موظفة، واجتهدت كثيراً حتى استطعت شراء بيت صغير يؤويني ويحميني من تقلبات الحياة. كنتُ فخورة بما وصلتُ إليه، فليس سهلاً على فتاة أن تقف على قدميها وحدها.
ومع بداية الحديث عن الزواج، تقدّم لي رجل بدا في ظاهره محترماً ومسؤولاً. في أول الأمر، رحبتُ بالفكرة، خاصة عندما أخبرته أن بيتي ما يزال في طور التسديد، والبنك يأخذ جزءاً من راتبي كل شهر.
لكنّ كلماته التالية جعلتني أتوقف…
قال لي بكل بساطة:
"ما تمسّكش فدار مشريّة بالربا… نعيّسو نتزوجو ونديرو دار جديدة. دارك هادي غادي نبدا نجيب الفلوس باش نخلّصها."
كان يتحدث وكأن البيت ملك له، وكأن كل ما بنيته بجهدي يمكنه أن يقرّر فيه كما يشاء.
شعرتُ بأنه لا يرى تعبي، ولا احترامي لنفسي، ولا الخوف الذي حملته سنوات طويلة حتى امتلكت منزلاً يحميني.
زاد قلقي حين بدأ يتصرف وكأنه صاحب القرار في مالي وبيتي، وكأن الزواج بالنسبة له هو صفقة يربح فيها الاستقرار على حسابي.
وهنا بدأت أسأل نفسي:
هل هذا هو الشريك الذي أريده؟
هل يمكن لرجل لم يتعب معي في بناء هذا البيت أن يقدر قيمته؟
هل أضحي بمالي وراحتي فقط لأنني خفت أن أفقده؟
كنتُ بين نارين:
– نار التمسّك بجهدي وكرامتي
– ونار الخوف من أن يُتّهم قلبي بالأنانية
لكن الحقيقة ظهرت أمامي واضحة…
الرجل الذي يبدأ حياته بالتحكّم في رزقك لن يمنحك الأمان أبداً.
واليوم أسألكم:
هل كنتُ مخطئة في خوفي؟
وهل أستحق شريكاً يرى تعبي قبل ممتلكاتي؟