أعيش في عمارة سكنية هادئة، ولي جارة تسكن في الطابق العلوي، امرأة كبيرة في السن قليلاً، أم لبنتين: إحداهما في عمر 16 سنة، والأخرى في الثانية عشرة.
من حين لآخر، كانت تطرق بابي وتطلب بعض الحاجات. بحكم أن زوجي يملك محلاً لبيع الحلويات (باتيسري)، كنت أجد متعة في تقديم بعض الأطعمة لها، وأحيانًا كنت أرسل لها أشياء دون أن تطلبها حتى، فقط بدافع الطيبة والتقارب الإنساني.
لكن حدث مؤخرًا ما لم أكن أتوقعه…
في أحد الأيام، دخلت عليّ هذه الجارة دون أن تحمل شيئًا كعادتها، وجلسنا نتحدث. وخلال الحديث، فهمت منها أنها كانت تُعد طعامها بنفسها يوم الجمعة، وتُفضّل وجبات معينة.
فسألتها عن "الكسكسو"، إن كانت تُحبّه أو تعدّه.
لكن ردّها صدمني…
نظرت إلي باستغراب، وقالت بنبرة كأنني طرحت سؤالًا غير لائق:
"حشومة!"
لم أفهم ما الذي كان محرجًا في سؤالي عن أكلة شعبية وعائلية مثل الكسكسو!
مع ذلك، تجاهلت الموقف وواصلت الحديث بشكل طبيعي، بل وقدّمت لها مجددًا بعض الطعام من مطبخي، كما تعودت أن أفعل.
لكن الغريب… هو ما حدث بعد ذلك
مرت الأيام، ولم تأتِ لتقول شكرًا، ولا حتى ردّت المعروف بطريقة بسيطة أو بكلمة طيبة.
كأن المساعدة أصبحت شيئًا مفروضًا، أو كأن الكرم الذي أبذله واجب لا يُقدّر.
وهنا توقفت وسألت نفسي:
هل أخطأت عندما كنت كريمة القلب؟
هل أسأت الظن حين توقعت تقديرًا؟
أم أن الجارة كانت تتصرف بعدم وعي فقط، دون نية سيئة؟
سؤالي لكم:
هل يُفترض أن نستمر في العطاء حتى وإن قوبل بالصمت أو الجحود؟
وهل كنت مخطئة إن شعرت بأنني كنت أستحق كلمة شكر على الأقل؟
ما رأيكم في تصرف الجارة؟ هل هو استغلال؟ أم مجرد اختلاف في طريقة التفكير والتربية؟
شاركوني آراءكم في التعليقات، فربما أجد تفسيرًا لما شعرتُ به… أو عزاءً لصوت طيبتي الذي بدأ يشعر بالخذلان.