13 مشاهدات
0 0 تصويتات

كنتُ دائماً أعتبر نفسي إنسانة طيبة…
لا أقدر أن أرفض طلباً، ولا أستطيع أن أجرح أحداً بكلمة.
لكن طيبتي أصبحت عبئاً كبيراً عندما ظهرت جارتنا في حياتي.

في البداية، جاءت تطلب مساعدة صغيرة… مبلغاً بسيطاً، أو شيئاً تحتاجه في يومها.
لم أتردد، فقد اعتقدت أنها “مرة محتاجة” وربما تمر بظروف صعبة.

لكن الطلبات لم تتوقف…
بل أصبحت عادة!

كل يوم تأتي بوجه يطلب العطف:
“سلفيني هادي… عاونيني فهديك… راه حتى نرجعلك…”
وكنتُ أخجل من الرفض كل مرة.

ومع الأيام، بدأتُ أكتشف الحقيقة:
هي لا تبحث عن مساعدة…
هي تبحث عن شخص تتحمل عليه مسؤولياتها!

وأصبحتُ أنا ذلك الشخص.

كانت تدخل لبيتي بدون استئذان،
تفرض وجودها،
تأخذ ما تحتاجه وكأنه حق مكتسب،
بل ووصل بها الأمر أن تطلب مبالغ كبيرة لا أستطيع تحملها.

حتى زوجي نفسه بدأ ينزعج،
وقال لي ذات يوم:
"إلا بقات هاد السيدة غادي تخسّر علينا دارنا… خاصك توقفيها قبل ما تفقدي بزاف."

لكن المشكلة؟
أنا لا أعرف كيف أرفض!

أحس بالذنب…
أحس أني سأجرحها…
لكن في الحقيقة، أنا التي أتأذى، وبيتي الذي يتضرّر.

اليوم أسأل نفسي وأسألكم:
كيف أضع حدودي؟
وكيف أنقذ نفسي من استغلال دام طويلاً؟
هل أواجهها؟
أم أبتعد عنها نهائياً دون تبرير؟

كل ما أريده…
أن أخرج من هذا الضغط دون أن أتحول لإنسانة قاسية.

تعليقك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
لن نستخدم هذا البريد إلا للتنبيهات.