13 مشاهدات
0 0 تصويتات

كنتُ زوجةً عاملة، أنهض كل صباح لأواجه يوماً طويلاً في شركة توظيف.
أعود منهكة، منهارة، وفي بطني طفل يكبر… ومع ذلك أتحمل مسؤوليات البيت، والطبخ، والتنظيف، وأجمع قوتي لأقف مع زوجي في كل صغيرة وكبيرة.

كنت أقول دائماً:
“غداً سيتغيّر كل شيء… غداً سنتزوج ونسكن معاً بسلام.”

لكنّ عائلة زوجي كانت عكس ذلك تماماً.

بدل أن يقفوا معنا، كانوا يضغطون عليه وعليّ:
مرة يقولون لي إن بيتي صغير،
ومرة يلومونني لأنني لم أفعل “ما يكفي”،
ومرة أخرى ينتقدونني لأجل شيء لم أفهمه أصلاً.

وفي يومٍ من الأيام، زاد الضغط…
قالوا له:
“علاش غادي يتزوج ويجيبها لدارنا؟ خليهم غير يعيشو تما… راه ما كتكفيش.”

بل وصلت بهم الجرأة أن يطلبوا مني أن أقبل بوضع لا يليق بي كزوجة، وكأنني “ضيفة” مؤقتة، لا امرأة لها حق السكن والاستقرار.

وذات يوم، نهضت من نومي على فضيحة جديدة:
اتهموني ظلماً بأنني سبّبت مشكلة في الحيّ،
وقالوا إنني تسببت في تخريب صالون مؤسسة قريبة!
مع أنني لم أخرج من البيت أصلاً في ذلك الوقت.

وحتى شهاداتي المهنية، التي تعبتُ سنوات للحصول عليها،
أخذوها واحتفظوا بها عندهم!
وكأنها ملكهم… وليس حقي.

ثم جاء زوجي ليخبرني ببرود:
“ره ماشي مشكل… خليها عندهم. الدار لي غادي نسكنو فيها معدّية بيها.”
وكأن الأمر تافه، وكأن تعب السنين لا يساوي شيئاً.

وقتها أدركت أنني وحدي…
أحارب، أتعب، أتحمل… وهم لا يرون منّي إلا ما يخدم مصلحتهم.

وقفت أمام نفسي وقُلت:
هل أستمر في حياة لا يحترم فيها أحد تعبي؟
أم أضع حدّاً لاستغلال طال أكثر مما يجب؟

اليوم أقف أمام سؤال واحد:
ماذا أفعل؟ وكيف أحمي نفسي وكرامتي وطفلي القادم؟

تعليقك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
لن نستخدم هذا البريد إلا للتنبيهات.